Profile Info
Karima Ouallam
1966-08-11
Karima
بلدية صدوق (6011) ولاية بجاية الجزائر
Ouallam
الجزائر
كريمة وعلام من مواليد 1966 أستاذة الرياضيات متقاعدة نسبيا من سنة 2013م بعد عمل دام 26 سنة مع تلاميذ من سن 11 إلى 14 سنة, لكن أمارس التدريس في المنزل إلى حد الساعة.
متخرجة من معهد تكوين الأساتذة في مادة الرياضيات ,أحد أطفالي الثلاث من ذوي الإحتياجات الخاصة و بمرض الصرع المقاوم للأدوية مما غير لي كل منظوري للحياة إلى الإيجابي و الحمد لله .
بجاية بلدية صدوق
و أنا طفلة لعبتي المفضلة هي تدريس إخواني و أقربائي الصغار مولوعه بالتدريس الذي جعلني أختار التكوين في المعهد الحكومي الخاص بالأساتذة لم أكن كباقي البنات في وقتي إذ طلبت العناية بمكتبة المعهد حتى يتسنى لي قراءة الكتب وقت ماشئت , انظممت إلى فريق كرة الطائرة ,فريق الشطرنج ,لا أفوت الرحلات الترفيهية لإستكشاف باقي ربوع الوطن.
بعد التخرج و التثبيت إنظممت إلى فريق الأساتذة الذين يزاولون أعمال تطوعية من تعليم البنات الطرز اليدوي و ننظم مسابقات بين الأقسام حتى ننمي فيهم روح العمل و البحث.
بعد زواجي انتقلت إلى مؤسسة تعليمية أخرى واصلت إعطاء يد العون للتلاميذ ذوي الدخل الضعيف بشراء لهم المستلزمات المدرسية و تقديم ساعات إضافية تطوعية و الحمد لله أحد تلاميذي من تلك الفئة تحصل على دكتوراه في الرياضيات .
كنت من الأوائل الذين أدخلوا تغيير في المنهاج المدرس حاليا في الجزائر , إذ طبقته في سنة 1990 إذ تحصلت على كتب فرنسية في مادة الرياضيات و كانت فيه معلومات هامة للتلاميذ و محذوفة في المنهاج المقرر, قمت بترجمتها و تقديمها للتلاميذ .
في تلك الفترة مررت بظرف صعب جدا أين يجب اتخاذ قرارات حاسمة ,و أنا في الشهر الخامس من حملي برمجنا نحن أساتذة المؤسسة مسابقة بين الأقسام في كرة الطائرة ,و في نهاية الدورة على الساعة الواحدة و النصف زوالا كان الدوام فكانت حصة الرياضيات معي , دخلت إحدى التلميذات التي شاركت في المسابقة إلى الحجرة و فقدت وعيها ,توقف قلبها عن النبض ,كل التلاميذ بدؤا في الصراخ بدأت في تقديم الإسعافات الأولية و أنا أفكر كيف أقابل أمها في موت إبنتها , تابعت تقديم الإسعافات التي تعلمتها من مشاهدتي للأفلام فقط , أرسلت أحد تلاميذي رأيت فيه الشجاعة لينادي المستشار التربوي و المدير و إن وصلوا استفاقت التلميذة و الحمد لله وبعد تهدئة الوضع و التلاميذ و واصلت التدريس مما بقي من وقت في الحصة لكن بعدها مرضت 3 أيام بالحمى.
رزقت بطفلة ياسمين , أول تحدي لي هو إقناع موظف البلديية بتسجيلها على دفتر المواليد بإسم ياسمين اسم لبنت و ليس ولد , بعدها بإقناع زوجي بتغيير التلفزيون الذي كان بالأسود و الأبيض لكي تتعرف ياسمين على العالم الخارجي الحقيقي و نحن برمجنا شراء قطعة أرض لنبني فيها منزلنا الأول كان معاشنا (الأجرة الشهريةلنا 3000دينار في ذلك الوقت) ,عشت في قرية فلاحية لكن لم أستسلم للظروف كان هدفي أن أربي ابنتي بأن أنمي فيها كل المهارات تحديت الظروف المادية و العقليةلزوجي و أهله , لما صارت ياسمين في عمرها 3 سنوات و نصف كنت أخذها معي إلى المدرسة , أضع لها ألعاب اللوقو و قصص وعندما نخرج إلى الساحة وقت الراحة تدخل معي إلى حجرة الأساتذة و تبدأ في طرح الأسئلة على أساتذة العلوم و الفيزياء , لما كان عمرها عام كانت تقول و هي تشير إلى رأسها مخ كانت من المتفوقات دائما .
بعد 5 سنوات رزقني الله ب ياسين الذي لم يحصل على العناية الطبية اللازمة عند الولادة أين ارتفعت حرارته إلى 40 درجةفقضيت 15 يوم في المشفى و هو في العناية المركزة ,كانت تحديات كثيرة و مؤلمة لما تسمع الطبيب يقول لا فائدة سوف يموت ,لم أستسلم كنت أنظف وأعقم الغرفة التي وضع فيها و هو في قارورة العناية أتكلم معه و أشجع فيه حتى يقاوم , المنظومة الصحية منحطه لا طبيب يجيب على تساؤلاتك و لا ممرض يقوم بعمله توجب علي أن اخذ دور الممرض و دور الأم فعاش ولدي لكن أصبح من ذوي الإحتياجات الخاصة هنا بدأت تحديات أخرى ,كيف أوفق بين النابغة و بين ذوي الإحتياجات الخاصة ,في وقتنا كانت الكتب تساعدني دوما ,معظم مالي ذهب في الكتب و الألعاب و القصص ,أحد الأطباء قال لزوجي لا تضيع مالك عليه لن يتقدم و ذلك أمامي و طبيبه الخاص ينكر أنه سيصبح من ذوي الإحتياجات الخاصة وفي أحد الأيام قال لا تخافي ابنك سيمشي بعد عامين وفي تلك اللحظة قررت ألا أعود إليه.
وجدت نفسي وحيدة زوجي منهار نفسيا فقلت كما قال طارق بن زياد العدو وراءكم و البحر أمامكم أين المفر لم يكن لدي خيارات إلا المقاومة و أخذ أولادي إلى بر الأمان ,أخذت ياسين إلى المدينة أين كانت خالتي ممرضة في المشفى الكبير فقاموا له بكل الفحوصات اللازمة و قرروا أن أقوم له بحصص رياضة Rééducation physique .
كانت مغامرة أخرى أداوم في العمل إلى غاية الثانية عشر ثم أخذ ولدي في المواصلات إلى صدوق على بعد 8 كيلومتر من مقر سكناي ثم أغير مواصلات أخرى إلى أقبو على بعد 20 كيلومتر ثم مشيا على الأقدام إلى غاية الطبيب الذي ساعدني كثيرا و رفع من معنوياتي زيادة على ذلك أضيف له تمارين رياضية في المنزل تعلمتها من الطبيب , فكانت المكافئة الربانية أن ولدي قام بالخطوات الأولى قبل أن يصل عمره عامين (22 شهر) .
لم تدم الفرحة كثيرا حتى علمت أنني حامل ,كنت في ظروف مالية صعبة كل درهم يدخل يذهب إما إلى بناء المنزل ( كنت أسكن في منزل أحد المغتربين و يريد استرجاع منزله) إما أن أنفق على صحة الولد و تطوير مهارات البنت ياسمين , أيام صعبة لكن لم أستسلم كنت أعمل في تطوير النطق عند ياسين ,كانت أختي تعمل في جمعية خيريةالمختصة في رعاية ذوي الإحتياجات الخاصة ,ساعدتني في إعطائي نفس جديد وفرت لي الوثائق و استشارات مع طبيب مختص كانت علي بعد 72 كيلومتر ,في تلك الفترة كانت المظاهرات التي تطالب أن تكون الأمازيغية لغة رسمية بالجزائر ( أحداث 2001) كانت دامية لكنها لم توقفني كنت أخذ ولدي في المواصلات وحدي إلى المختصة ,تعلمني التمارين الازمة مرة واحدة كل أسبوعو في الطريق كانت مشادات بالرصاص من جهة الأمن و بالحجارة من طرف الشعب مات خلال تلك الفترة 126 شخص .
رزقت بالطفلة سميناها نجاة لعلها تكون سبب في نجاتي من أزمات نفسية ,علاقة زوجية متدهورة إبن يحتاج إلى رعاية مكثفة تلاميذي يحتاجونني و الحمد لله كانت نجاة سندا لي رغم صغرها إذ كان ياسين يتطوربفضلها يتعلم منها كل مراحل النمو الذهني و كانت ياسمين دوما نابغة .
مرت السنين وصل وقت تمدرس ياسين لم يكن هناك تحضيري في القرية التي أقطن بها ,قررت أخذه إلى صدوق أين يوجد مدرسة قبلت به و بإعاقته وأيضا قبلت أن أتركه للدوامين الفترة الصباحية و المسائية حتى أخرج من العمل و يوم راحتي أخذه إلى طبيب نفساني يساعدني في ضبط التعامل معه و مع أخواته .
في ليلة من ليالي الشتاء أصيب ولدي بنوبة الصرع عفاكم الله في منتصف الليل ثم أعادت له نوبة أخرى على الساعة الثانية صباحا في الصباح أخذته وزوجي إلى المستوصف الأقرب هو على بعد 8 كم و كان يلعب لما وصفت الأعراض فهم نوبة الصرع لكن لم يتأكد و علي أخذه إلى مختص ,كانت الأمطار أغلقت كل المنافذ لمدة 3 أيام طلبت من الطبيب عطلة مرضية حتى أتمكن من البحث عن طبيب
قلت لزوجي أن يعود و يعتني بالبنات و أنا أبحث عن منفذ عقلي يرفض العودة إلى البيت دون حصولي على أجوبة مقنعة , و الحمد لله كانت حافلة واحدة استطاعت المرور و تريد العودة إلى بجاية و الحمد لله استقلتها فتقرر من أخصائي أنه الصرع , فبدأ مسلسل أخر في حياتي الأدوية لم تنفع في شيء,أقنعت زوجي أن نبيع المنزل و نشتري في مكان أخر و الأقرب إلى الأطباء أين إلتقيت بأشخاص أخرون في نفس الوضعية فأنشأنا جمعية تحت إسم التحدي لذوي الحاجات الخاصة و الدفاع عن حقوقهم في تلك الفترة فتح مركز مختص بذوي الإحتياجات الخاصةلكن على بعد 20 كم كان حل لي للتخفيف من معاناة ولدي من عدم تقبل الأطفال له وعدم قدرته مواكبة التعليم العادي من ضغوطات نفسية له .
تفاهمت مع المدير أن يدرج حصصي بداية من 10h في بداية الموسم الدراسي و بالمواصلات نتوقف ببلدة سيدي عيش على بعد 13كم نمشي على الأرجل كيلو متر و نصف لنستقل حافلة أخرى التي تأخذنا إلى تمزريث على بعد 12كم و أعود لكي أسقل حافلة أخرى على بعد 8كم, كانت أيام متعبة لكنها لذيذة عندما أرى ولدي سعيد في مكانه الملائم.
رحلتي مع الجمعية تعرفت على أول عائلةلها طفلين من ذوي الإحتياجات الخاصة ,الإعاقة الحقيقية التي كان لا بد أن نزيلها هي إعاقة الذهنيات في المجتمع فبدأت في نشر التوعية و أهمية وجود جمعية تحتوي تلك الشريحة المهمشة,دخلت إلى صيدلية البلدة وبدأت أتكلم عن مشروعنا مع صديقتي تعمل في هذه الصيدلية فقاطع حديثي رجل فسئلني ألديكم مقر للجمعية؟ قلت نعم إخترناه على معزل من المشاة حتى نعطي فرصة للأمهات أن تأتي إلينا فواصل و قال أيمكنني أن أحضر إليكم , عندي طفلين فأجبت على الرحب تعالى معي الأن لدي الوقت الأن إن أردت ,قبل وعندما دخلنا المكتب قال لي أنا مهمش في قريتي لأن لدي طفلين من بين 5 هما مرضى أحدهما يمشي بصعوبة و البنت مقعدة , فلما عرفني بنفسه قلت سبحان الله هي رسالة من خالقي إسمه كريم و أنا كريمة له ولد إسمه ياسين في نفس عمر ولدي ياسين , قلت بما أستطيع مساعدتك قال بحفاظات للطفلة و بإدخال ولدي إلى المؤسسة الخاصة في تمزريث فأنا مريض أتيت إلى الصيدلية لشراء دوائي , رفعت من معنوياته وأعطيته الحفاظات و قلت إن شاء الله يكون الخير .
أجتمعت بأعضاء المكتب فطرحت لهم المشكل قررنا أن نجتمع برؤساء البلديات الخمسة و نعرض عليهم إمكانية تسجيل الأطفال في المركز الخاص بهم إن قدموا لنا يد العون بتوفير وسيلة النقل و بعد النقاش المعمق توصلنا إلى الحصول على حافلة توصيل التلاميذ و على أعضاء المكتب أن يقوم بإحصاءهم , بعد أسبوع هاتفت الرجل لأزف له خبر تسجيل إبنه في المركز ,رفعت السماعة زوجته و قالت لي دايم الله ذلك اليوم كانت جنازته وترك لي أمانة أولاده .
طلبت نقل عملي إلى بلدتهم لأعتني بهم و أكون أنس لأمهم ,كبر إسم الجمعيةو أصبح للأطفال مدرسة يلجؤن إليها فأعدنا لهم الإعتبار في محيطنا ثم تركتها في أيادي أمنة وواصلت الجهاد بطريقتي الخاصة .
مرض ولدي كان نعمة علي خرجت قبل الأوان في تقاعد نسبي , بعت كل ذهباتي و أخذت ولدي إلى باريس فكان الله أنسي سخر لي عباده حتى أصل إلى أكبر بروفسور في باريس و أعود إلى الجزائر بخبرة و نضج في الحياة .
كنت سندا لوالدي رحمة الله عليهمافي الحفاظ على أموالهم و أصبحت كبنك لأخواتي و أخي في الغربةكما لم أتوقف عن ممارسة مهنتي التعليمية للرياضيات بحيث أصبحت مرجع لتلاميذي في التفتح و الأصالة ,الأن أدرس أولاد تلاميذي السابقين دون أن أنسى مواكبة العصر و تحدياته فوضعت تحدي لنفسي بألا ألبس إلا ما أخيطه فأخذت كورس أون لاين و لبست في عرس إبنتي ما قمت بخياطته و وضعت تحدي أخر و أخذت كورس ديزاين بالكمبيوتر للطرز على وشك إنهاؤه ثم دخلت في كورس للمعلم الرقمي في مجموعة بالجزائر لكن تأطيرهم غير ملائم لتطلعاتي و بدأت البحث عن المنظومة الفرلندية ولوغاريتم البحث أدخل لي ندوة إعلاتكم عن محاضرة الأستاذ فريد حفظه الله و رعاه .
من بين التحديات التي دخلتها هو الأكل الصحي ,كانت الكرونا هي البداية مع الدكتور محمد الفايد و الدكتور كريم علي في فكر ثاني و بعدها أدخل الأطباء نظام الكيتو في حياة ولدي فأنا أقوم بتربية الدجاج البلدي حتى أوفر بيض صحي و أكل ما هو طبيعي سكر التمر و خل التمر تنتجه بلادي مع المكسرات و البذور الصحية و الحمدلله و بنعمته تتم الصالحات.